بيت الشعر ينظم ندوة حول “مقاربة التلقي في اللغة والأدب”

نظم بيت الشعر نواكشوط مساء اليوم الخميس 14 أغسطس 2025 أول حلقة من برنامج ” أطاريح لغوية وأدبية” الذي أطلقه البيت مواكبة للنشاط العلمي والمعرفي الذي تدفع به إلى الساحة الثقافية المناقشات والأطاريح الجامعية، ويستهدف هذا البرنامج الدكاترة حديثي التخرج الذي ناقشوا أطروحاتهم في المجال النقدي واللساني والحقول المعرفية ذات الاهتمام المشترك.
وقد حاضر ضمن الندوة الأولى الموسومة بعنوان ” إجرائية مقاربة التلقي في اللغة والأدب” الدكتوران: بدي الشيخ البخاري وعبد الفتاح سيدي.
وكانت المحاضرة الأولى مع د. بدي وهو حاصل على دكتوراه في الأدب من جامعة نواكشوط، وله بحوث علمية منشورة في مجلات علمية محكمة من بينها : “التلقي في العصر الجاهلي” و ” الأدباء العرب والفقر” و “القارئ الضمني في الأدب العربي القديم” و” أفق التوقع في النقد العربي القديم”.
وقد قدمت محاضرة حول كيف تم تلقي المنجز الأدبي لأحد أبرز أعلام الأدب والثقافة في التراث العربي وهو علي بن محمد بن العباس الملقب بأبي حيان التوحيدي. حيث اعتبره “واحدا من أولئك الأدباء القلائل، والأفذاذ النوادر، الذين يعز أن تجد لهم مثيلا في تاريخ الأدب العربي قديمه وحديثه، فقد احتل مكانة مرموقة، ونال منزلا ساميا بين أدباء العرب قاطبة، ووصل إلى مستوى رفيع، لم يصل إليه الكثيرون قبله، ولا بعده”.
وقد صاغ إشكالية بحثه حول الاختلاف الكبير والجذري الذي طبع آراء متلقي مؤلفات أبي حيان التوحيدي مفترضا “أن التباين الكبير في صور التوحيدي لدى القدماء ولدى المحدثين مرده إلى اختلاف منطلقات القراءة ومحدداتها، ونسعى في هذا البحث إلى اختبار هذه الفرضية من خلال أدوات قراءة حديثة، مختبرين في الوقت ذاته الأدوات المنهجي”.
أما المحاضرة الثانية فكانت مع الدكتور عبد الفتاح سيدي، وهو حاصل على الدكتوراه في اللسانيات من جامعة نواكشوط، وشهادة كفاءة التدريس من المدرسة العليا للتعليم، ونشرت له عدة بحوث ومقالات محكمة.
وقد تناول في محاضرته “المنهج الوظيفي في الدرس اللساني العربي المعاصر من خلال إشكالات التلقي ومستويات التمثل” واستعرض موجزا حدد من خلاله موضوع بحثه الذي تميز باختيار المنهج الوظيفي في الدرس اللساني العربي المعاصر من خلال إشكالات التلقي ومستويات التمثل ، منطلقا من محطة مفهوم الوظيفة، وتتبع مسارها لغة واصطلاحا،في الثقافتين العربية والغربية، مركزا على المفهوم المصطلحي في مختلف العلوم عامة،وعلى المفهوم المصطحي في الدراسات اللسانية والنحوية بصفة خاصة، وهو ما أفضى في النهاية إلى تحديد واضح المعالم للوظيفة.
كما ركز في سياق المحاضرة على مستويات تمثل الاتجاه الوظيفي الذي أسهم به اللساني العربي مواكبة منه لركب الحضارة اللسانية الإنسانية الحديثة خصوصا في الاتجاه الوظيفي ووقفف على مؤشرات النجاح ومعالم الإخفاق في تمثل المنهج الوظيفي، كما رصد تمثل المنهج الوظيفي في الدرس اللساني العربي المعاصر، مختتما محاضرته بتتبع تحديات تمثل المنهج الوظيفي في اللساني العربي.

وقد جرت فعاليات الندوة في حضور ثقافي وإعلامي متميز شكل أساتذة جامعيين وباحثي دراسات عليا وشعراء وإعلامين، أثروا إشكاليات المحاضرتين بالأسئلة والملاحظات التي أوردوها تعليقا وتعقيبا على المحاضرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى