بيت الشعر تجربتان شعريتان في تراتيل الأصيل

نظم بيت الشعر-نواكشوط مساء اليوم الخميس 06 نوفمبر 2025، بقاعة الأنشطة أمسية شعرية من مساءات تراتيل الأصيل الهادفة إلى صنع مساحة شعرية بين القصيدة والجمهور بهدف فتح فضاء جمالي جامع للأصوات الإبداعية والخلفيات الفنية تتقاطع عبره مختلف التوجهات الفكرية من شتى مدارس القصيدة العربية، استحضارا لروح الإنسان وصوت قضايا الأمة الثقافية والحضارية وذلك ضمن توجه دؤوب لبيت الشعر من أجل إثراء المشهد الثقافي بالبلاد وتسليط الضوء على مستجدّ الكتابة للجمهور الأدبي المتطلع إلى حديث الشعر عن الواقع والمستقبل، وقد استضافت الشاعرين: محمد فال زياد، ومحفوظ سيدي.
وقد بدأت الإلقاءات مع الشاعر محمد فال زياد، وهو أديب وباحث رياضيّ ، مهتم بالشعر والتراث العربيين، حاصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات البحتة؛ قسم الجبر الحديث، من جامعة الشيخ آنتا جوب بداكار، سنة 2005، يعمل حاليا مفتشا في التّعليم الثانويّ.
وقد ألقى عدة نصوص من شعره، من ضمنها قصيدته “إشراق” التي يقول فيها:
تلويح إشراق وجه الفجر أسطوره
على أواخر سفر الليل مسطوره
فجر تبلج بالأكوان يغمرها
هديا ويوسع في أرجائها نوره
فجر محيّاه وضاء وطلعته
كانت لأزهار ورد الحق باكوره
تفترّ عن طلعة الهادي بشائره
بنفحة من رياض القدس ممطوره
تعتقت في مرايا الغيب نور هدى
بسدرة المنتهى المحمود منثوره
فيض ملائكة الرحمان تكلؤه
سماؤه بشموس الوحي معموره
فيض يسح صلاة الغيب خاشعة
كانت حراء له من مكةٍ طوره

فيما ألقى ثانيا الشاعر محفوظ سيدي، حاصل على الباكلوريا الأدبية 2014، والمتريز في اللغة العربية وآدابها 2018، والماستر في النحو والصرف من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية 2022، حاصل على الكفاءة في التدريس من المدرسة العليا للتعليم 2020،يعمل حاليا أستاذا للغة العربية بالعاصمة نواكشوط.
وقد ألقى عدة نصوص من قصيده ضمنها قصيدته “عناق الهديل” التي يقول فيها:
سرْ بي إلى آفاقِ رحبٍ شاسعٍ
حتى أعانقَ بدرَهُ والأنجُما
أيقظْ شعورَ الهاجعينَ فإنَّه
قد صارَ ليلُ الكهفِ سجنا مُظْلِما
ولْتنزِعِ الأصفادَ عمن صفِّدوا
ولتأمرِ الأسوارَ أن تَتحطَّما
ما أنت نجمٌ في السماء معلقٌ
كلا؛ ولا أنا من تراب جهنَّما!
“فالهابليُّون” الذين تمرّدوا
لا تسقِهمْ إلا زُعاقا عَلْقَما
“والقابليُّونَ” اسقِهمْ من سَلسلٍ
من حقِّهمْ أن يَشرَبوا بعدَ الظَّما
وقد ختمت الأمسية بقراءات شعرية وصورة جماعية تذكارية وسط حضور متنوع لجمهور بيت الشعر والمهتمين بالقصيدة وكوكبة من الباحثين والإعلاميين والدكاترة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى