تراتيل الأصيل” تحتفي بتجربتين شعريتين

نظم بيت الشعرـ نواكشوط مساء اليوم الخميس بباحة حديقته أمسية أدبية من مساءات “تراتيل الأصيل” الساعية إلى خلق فسحة فنية ومتنفس إبداعي للشعر والشعراء أصحاب المشارب والتوجهات المختلفة، وذلك ضمن مساره الدائم وتوجهه الحثيث نحو إثراء المجال الثقافي وإرساء منبر دائم لإسماع صوت القصيدة المتجدد عبر فضاء تنافسي مفتوح على القضايا الوطنية والقومية والإنسانية، وقد استضافت الأمسية الشاعرين: ماء العينين الشيخ الأديب، وابيه سيدي.

في البداية ألقى ماء العينين الأديب، وهو حاصل على
الليسانس في التاريخ والحضارة من جامعة نواكشوط، والماتريز في الاقتصاد من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين حاليا، وعضو سابق في المكتب التنفيذي لاتحاد الأدباء.
وقد ألقى عدة نصوص من ضمنها قصيدته المعنونة “بريد تشرين” التي يقول فيها:

تشرينُكِ الناعس الأجفان قد عادا
وللعروج إلى نهديك قد نادى

هبت عصافيره السكرى مغردة
تتلو من اللحن للأشجار أورادا

بسمت فيه فغنت كل سنبلة
مع المحبين بالأشعار إنشادا

وجئت كالأنبياء الفاتحين إلى
حزن الفراشات أفراحا وأعيادا

فيما ألقى ثانيا ابيه سيدي وهو شاعر من مواليد 1993، حفظ القرآن العظيم سنة 2009؛ مهتم بالمجال الثقافي والأدبي، وناشط في الحياة الأدبية، شارك في عدة مسابقات ونشاطات أدبية، فائز بمسابقة “نصر أكتوبر” المنظمة من طرف المركز الثقافي المصري، نال المركز الثالث في مسابقة “مدائن التراث” 2013، حاصل على شهادة الباكالوريا العلمية 2020، له عدة مجموعات شعرية أبرزها “عزف على الأجساد” و “مما تشربه رق المساء”، صدر له : ” علّي أراك” سنة2023 عن دائرة الثقافة بالشارقة.

وقد ألقى عدة قصائد من شعره ضمنها قصيدته الموسومة “اقتراف” التي يقول فيها:

هَذا الفَرَاغُ أَخٌ مِنْ صَمْتِهِ نُدِبَا
الرَّشْفُ أَنْقَعُ ،نَاوِلْهُ الذِي رَسَبَا!

وَكُنْ لَطِيفًا، لَدَى مَقْهَاكَ خُطَّ لَهُ
-حَيْثُ اسْتَوَيْتَ –مَكَانًا، رُبَّمَا اقْتَرَبَا!

وَكَانَ جِسْمًا نَحِيفًا ، مِثْلُهُ خَشِيَتْ
يَدَاهُ إِيمَاءَةً ! فَاسْتَعْذَبَ الأَدَبَا!

لَهُ زُجَاجَةُ نَفْسٍ غَيْرُ آمِنَةٍ
فَوْضَى انْكِسَارَاتِهِ ،فَاسْتَعْطَفَ الحُجُبَا

هُوَ العَرَاءُ الذِي الْتَفَّ الضَّبَابُ بِهِ؟
أَمْ أَنَّهُ ظَبْيَةٌ تَثَاءَبَتْ حَبَبَا؟

أَمْ أَنَّهُ شَاعِرٌ لَوْلَا اسْتِعَارَتُهُ
شَكَلَ الهَوَاءِ بِجِسْمٍ أَدْمَنَ الهَرَبَا.

هَبْ شَخْصَهُ وَاحِدًا مِمنْ يَعُودُكَ إِنْ
جَرَرْتَ خَلْفَكَ ظِلّاً بَائِسًا نُكِبَا

وقد ختمت الأمسية بصورة تذكارية جماعية للشعراء الضيوف مع عدد من جمهور بيت الشعر وسط جمع من المثقفين والكتاب والباحثين الجامعيّين وعشّاق القصيدة والأدب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى