قصائد في “تراتيل الأصيل” تتغنى بالوطن والإنسانية

نَظم بيت الشعر في نواكشوط مساء اليوم الخميس، بباحة حديقة بيت الشعر، أمسيةً أدبية ضمن برنامج “تراتيل الأصيل”؛ سعيًا لخلق منبر إبداعي يجمع الشعراء من مختلف الوجهات والمدارس. يأتي هذا الحدث في إطار أهداف البيت الرامية إلى إثراء الساحة الثقافية، وتمكين صوت القصيدة المعاصرة عبر فضاء شعري دائم، يعبر عن القضايا الوطنية والقومية والإنسانية. وشارك في الأمسية الشعراء: حمادي محمد عبد الله ومحمد يحي الديماني واماعلي حاجب.

وقد افتتح النشاط بإلقاء الشاعر حمادي، وهوخريج من المعهد العالى للدراسات والبحوث الإسلامية والمدرسة العليا لتكوين الأساتذة، وقد أنشد عدة نصوص تنوعت مضامينها بين الوطني والمديحي والشعر الاجتماعي المعبر عن رؤيته الثقافية الأصيلة. وجاء في أحد نصوصه:
القلب بين يدي حب يعنيني
يميتني ذكره حينا ويحييني
يا زرقة الموج في عيني معذبتي
متى على الشاطئ الوردي ترميني
يا من تسافر في صمت بأنسجتي
كالعطر يسري بباقات الرياحين
الحب يا قمري أفق ومطلع
بدر الحب من أرضنا لا الهند والصين
وفي بني عذرة مليون خاطرة
عن الهوى وخصومات المحبين

أما الشاعر الثاني فهو محمد يحي الديماني، وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وحاصل على شهادة الدراسات العامة في الاقتصاد من جامعة نواكشوط. وكانت نصوصه عاكسة لروح التجربة الإبداعية التي يتمتع بها، فهي تأخذ من معجم الوطن والأرض، ويقول في إحدى نصوصه:
” موسم الهجرة إلى الغرب”

ومهاجرٍ نحو المنون مُخاطرا
موجٌ يسلّمه لموج آخرا
يرنو إلى أمل يُدثره النوى
ويلفّه تِيهٌ، يتيه مغامرا
يسعى إلى أمل يُسوَّقه الرجا
فيبيع ماضيَه ليخسر حاضرا
ويودّع الوطن الذي في حضنه
عشق الرُّجولة والشهامة قاصرا
ويُحِسُّ بالألم الذي ينتاب من
قد ودّعوه لدى الفراق مهاجرا
بالأمس عند وداعه لأحِبّة
ملأت دموعُ الشوق منه مَحاجِرا

وختم النشاط مع الشاعر اماعلي حاجب، شاعر وأستاذ لمادة اللغة العربية، صدر له عن دائرة الثقافة ديوان ” غرابيل مسقوفة بالثقوب” وتحدث في نصوصه عن الخصوصيات الثقافية المحلية معبرا عن ما تزخر به من روافد فنية وتحمله من عمق إنساني. وختم إلقاءاته بنص ” حكاية” :
وَرَوَتْ لِي جَدتِي عَنْ زَهرةٍ
مَكَثَتْ قَرْنَيْنِ
تُسْقَى بِالدَّمِ
سَقَطَتْ كَالْوَهْمِ
مَا بَيْنَ الْوَرَى
وَتَدَاعَتْ!
لَيْتَهَا لَمْ تَحْلُمِ
أَنْصَتَ النًّجْمُ إلِى أَنَّتِهَا
وَاسْتُبِيحَتْ مِنْ وَرَاءِ الْأَنْجُمِ
يـَصْرُخُ الطِّفٔلُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ:
يَا بَقَايَا الْجُرْحِ
لاَ تَلْتَئِمِ
سَتَظَلِّينَ هُتَافًا هَامِسًا
يُسْمِعُ الْكَونَ
صُرَاخَ الْأَبْكَمِ

وختمت الفعالية التي حضرها جمهور من الشعراء والإعلاميين والجامعيين ومحبي الشعر، بصورة جماعية جمعت مدير بيت الشعر د. عبد الله السيد والشعراء المشاركين في الأمسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى