تجربتان شعريّتان تصدحان للحياة والجمال في تراتيل الأصيل

نظّم بيت الشّعر-نواكشوط بقاعة الأنشطة مساء اليوم الخميس 26 يونيو 2025 أمسية شعريّة من مساءات تراتيل الأصيل الّتي من خلالها يهدف بيت الشعر إلى تلاقي الأصوات الشّعرية والتجارب الإبداعيّة، ويدأب دائما على تنظيمها بغية خلق فسحة شعريّة للشّعراء وصنع متنفّس جماليّ لهوّاة الأدب بواسطة مدّ جسور التّواصل بين المثقّفين والكتّاب، ليظلّ الجمهور على اطّلاع بجديد السّاحة الأدبيّة، وقد قدّم الأمسيّة الإعلاميّ سيدي محمّد هيدى.
فيما افتتحت الأمسية مع أخيارهم امحمد الوداني، وهو شاعر من مواليد 2002 بمدينة العيون، حاصل على الباكولوريا الأدبيّة عام 2022، يدرس حاليا مرحلة الليسانص بكلية القانون في جامعة نواكشوط، مهتم بالمجال الأدبي والثقافي، وقد تلا من قصيده عدّة قصائد من ضمنها قصيدته “تجلٍّ”:
في أعين القلب سر باهت ورؤى
وخاطرٌ عن مناط العابرين نــأى
حاولتُ فكّ رموز اللّيل في خلدي
يخفى الصواب إذا ما عانق الخطأ
قرأت حكمتها في صمتها ولقد
يدري الحقيقة بعد التيه من قرأ
أخاف من هدأة البركان عاصفةً
لو لم أجدْ في شقوق الأرض ملتجأ
لي قلبُ صبٍ له في الحب أشرعةٌ
تلهو بها الريح ما في البحر منه مأى
قلبٌ تقمص أثواب الذهول هـــوى
حتى تماهى مع الأشياء واهـتــرأ
مرت به في سهاد الليل ألف يــد
قد أشعلتْ فيه جمرا كان منطفأ
وصلـبـتـه عـلى جــــدران حيرته
لمّا تــــــورى عن الأنظار واختبأ
كانت شظايا مرايا الحب تخدشه
يخاف أن ينتهي من حيث ما بدأ
وقد ألقت ثانيا السالكة المختار السالم وهي شاعرة حاصلة على شهادة الليصانص من قسم التاريخ بجامعة انواكشوط، وشهادات إعلامية من مركز التدريب (شمعة) في نقابة الصحفيّين الموريتانيين، مشتغلة بالعمل الصحفيّ والكتابيّ عموما، عضو اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين ،
وعضو اتحاد الإعلاميات الموريتانيات، وأمينة عامة لصالون مامون الأدبي، ونادي عروج الشعري.
عضو مجموعة سدنة الحرف الأدبية، شاركت في عدة مهرجانات داخلية وخارجية، ولديها ديوانان مطبوعان هما: “قطاف” صدر عن اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين و”مشاعر” صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد ألقت من أعمالها عدة نصوص كان من ضمنها قصيدتها “عزف خفي”:
عزف بنايك أم شطون بلابلي
أم هيّج الوجع السحيق سواحلي
مطمورة بمفازة وأخالني
مثل السراب أحوم حول قوافلي
أنا في تراتيل الغرام تعلقت
أستار قلبي مثل نقش بابلي
وتعانقت روحي بروحك مثل ما
علق الهيام بروح جسم ناحلِ
يا شعر ياوجع السنين ببحتي
يا لحن شجوي يانحيب مواولي
يا أيها المخبوز من أوجاعنا
يا زهو عطري يا رنين خلاخلي
يا أيها المدسوس في أنفاسنا
مثل البخور بثوب عرس حافل
يا رقة النسمات يا نهر الرؤى
من وافر في فيضه أوكامل
هذا مدارك للحياة نقاهة
للطين للوجع العميق الماثل
للروح للوطن المعار ولادة
للحب في زمن الضياع الماحل
للعارفين مدى التوله والهوى
للشاعرين بكل ورد ذابل
للحالمين بفجر صدق مشرق
للطيبين كلون قطر وابل
وانتهت الإلقاءت بقراءات شعريّة إبداعيّة للشّاعرين محمد المامون محمد، والبو محفوظ، كما عقبتها كلمة للدّكتور عبد الله السيّد مدير بيت الشّعر-نواكشوط الّذي نوّه بضرورة الإلقاء الفنيّ للقصيدة، مشيدا بالتّجربتين الشّعريتين، حاثّا الشّعراء إلى الالتفات إلى الوعي بمستويات الإبانة والجهر ولغة الجسد المرافقة للإنشاد.
وختم النّشاط بصور تذكاريّة جماعيّة وسط حضور نخبة ثقافيّة وأدبيّة من ضيوف التّراتيل، وجمهور من الطّيف الثقافيّ لبيت الشّعر ومحبّي الأدب وعشّاق الشّعر واللّغة .